20 février 2012

عائلة غرس الله, قصّة معاناة


مرحلة إنتقالية............. عدالة إنتقالية................. قضاء مستقل إعلام حر .... شعارات تتعدد مضامينها و تختلف من منظّر إلى اخر من محلل إلى اخر و يبقى المواطن خارج اللعبة يؤرقه رغيف العيش و يدمعه ظلم القضاء و يؤلمه جفاء الإعلام ...... و تستفزه ضبابية المرحلة ليكون الحل في نظر من ضاق به أمل الحياة لا شيئ غير عقاب النفس العليلة بالتمني بالحرق لعلّها لا تعاود الكرة في بلد إستفاق على أنقاض الرماد ليعود في كل مرة و يقف دقائق صمت على جسد محترق لأحد أبنائه ...................
عائلة غرس الله بعمادة لالة بمعتمدية القصر من ولاية قفصة ....... عزمنا على زيارتها وفي الذهن أكثر من سؤال و في القلب توقع لصعوبة الموقف ............. فالحديث هذه المرة عن ضحيتين فقد الحياة بنفس الطريقة ... إضرام نار فموت محدق و لكن بين قبل الإضرام و بعد الممات حكاية تتعدد تفاصيلها.
بداية الحكاية يرويها رامي غرس الله بكل طلاقة ليعود بنا إلى سنة 2009 مع حادث تعرض له طالت تفاصيلها و إنتهت مشاهده و لكن بقيت حرقة الظلم و غياب العدالة في إنصافه  ليسترد حقه كشاب في صحة متوازنة وهو صاحب وجه علامات التشويه تكتسحه لتذكره  أن حقه في كل مرة يغتصب مع كل شخص عزيز عليه تأخذه المنية و تبقى غمامة الدخان المنبعث منه سحابة ظلم يتذكر معها رامي أخيه علي غرس الله الذي فارق الحياة بعدما تشبع بفكرة الثأر لوضعية أخيه ليقرر في لحظة جنونية أن يكون هو القربان ... و تتسع دائرة الغضب من ظلم القضاء إلى ظلام العيش مع عمه عمار غرس الله العائل لزوجته و إبنه و أمه و الذي كانت حياته تختزل في عمل غير قار في أحد المعاهد الثانوية يتفانى فيه ليضمن لقمة العيش ... و لكن دون سبب مقنع حسب رواية الأسرة يفصل عن العمل ليبح عاطلا عن العمل و ينتهي به الحال في خيمة المعتصمين أشهر لعل صوته يصل و لعلّ العودة قريبة ... و مع زيارة وزارية لولاية قفصة يوم جانفي 2012 إقتربت نهاية الصبر فحمل عمار غرس الله لافتة المطلبية و وقف بكل تحضر ينتظر من يقدر فيه مواطنته إلا أن صوته كان صدى ... و لافتته كانت خرساء و إعتصامه كان ترف التحضر لمن غابت عنه حقيقة المماطلة و اللامبالاة .
فكضم غيضه لتكون أقرب الحلول للحظة يأس حرقة قلب و غمامة دخان بعد أن أضرم النار في بقايا جسده وودع الأهل بثلاث كلمات البطالة ... حرمية والدته... و إبنهليكون صفحة أخرى تنضاف لعذابات هذه العائلة.


La rédac

0 comments:

Enregistrer un commentaire

Vos commentaires peuvent être d'une grande utilité pour nous pour s'améliorer et pour enréchir le débat...