26 février 2012

العُهر الفكري

إنّه زمن الضوضاء... إنّه زمن العُهر بامتياز... إنّه زمن صمت العالِم و ثرثرة الجاهل... إنّه زمن الدعارة و المَثليّة الفكريّة
...حاول خربشة عقولهم المتحجّرة المكلّسة الشبيهة بمرحاض سجن متعفّن فلن يجدوا لإجابتك سوى جوابين: إمّا ذلك السيل العارم من السّبّ و الشّتم الفارغ من محتواه الفكري و إمّا سردوا عليك شعارات بائسة بالية حفظوها كقوالب للمواقف الصعبة... أصحاب الرد الأول مفروغ من أمرهم فقد تجاوزهم العقل و ودّعهم التفكير... أمّا أصحاب الردّ الثاني فإنّك ترى في مواصلة الحوار معهم أملًا، فتسألهم عن فحوى شعارتهم المقوْلبة الباردة و لكن يغتصب ذهنك ذلك الكمّ من التفسيرات المضحكة المحرّضة لمعدتك بإرجاع ما أكلته لأسبوع...كيف لك أن تمسّ بمقدّساتهم الفكريّة الإديولوجية الصماء الضريرة المتجمّدة... كيف لك أن تصارع أحدهم بسلاح أفنيْتَ عمرك في صناعته و هو يواجهك بسلاح تلقّاه في طبق من فضة نتيجة إعجابه الصبياني المراهق المختلّ به...هنا، التفكير ممنوع... الشكّ محرّم... التمحيص غير مرخّص به... البحث عن الحقيقة لا شرعيّ... ليس عليك ـــ و هي الطريقة الأكثر بُؤسًا ـــ سوى تبنّي أحد وجهات النظر ضارباً عرض الحائط قدرة عقلك على الإبداع و الإنتاج... أليس هذا بالبؤس الصرف؟!! أليس هذا بالحمق الحق

Jeff Heyth

0 comments:

Enregistrer un commentaire

Vos commentaires peuvent être d'une grande utilité pour nous pour s'améliorer et pour enréchir le débat...