18 février 2012

المتلوي...عضة في القلب...ولكن


الزائر لمدينة المتلوي مع أول حجرة كيلمتريتة يتذكر الأحداث الدموية الأخيرة. ومن لم يشاهدها سمع عنها، وفي جميع الحالات تبقى ذكرى مريرة عند كل التونسيين. فما من قلب لم يتألم و ما من عقل قد إستوعب ما حدث. هذه المدينة النائمة في صمتها والعاجزة عن تأليف قلوب ابنائها... فالكل يتناسى ولم ينس...

فقط هو العيش كل على حده كحل وقتي لهذا الألم... هذا ما افادنا به "سامي موسى" أحد أبناء المتلوي الذي الذي وجدت صعوبةً في طرح السؤال عليه عن العلاقات الاجتماعية لمتساكني هذه المدينة فأجابني بعد تأتأة مطولة "يكذب عليك اللي يقولك رجعنا وخيان... كل واحد عايش على روحو..."

فبالرغم أن حديثي مع سامي كان اثر مشاركته الحنينة في مسيرة احتجاجيةٍ رفع فيها شعار "المتلوي للجميع" إلا أن تحقيق ذلك يبقى رهين الزمن، فهو الكفيل بذلك. يقاطعنا في الاجابة "عصام فرفاني" وهو أحد ضحايا أحداث الحوض المنجمي سنة 2008 الذي حكم عليه بالسجن خمسة اعوام وشهر بتهمة إضرام النار بأماكن غير مسكونة والذي شمله العفو بتاريخ 2011/02/20. "أبداً لم تكن منقسمة ويجب أن تكون متحدة رغم كل شيء." ... فالظلم الذي تعرض له بعد اضرامه النار في مقر الحزب التجمعي الدستوري الحاكم سابقاً سنة 2008 يؤكد أن قضية التقسيم العشائري في 2011 كانت ورقة لعبت عبثاً.

الحل في المتلوي هو التشغيل والتنمية لتفادي الإحتقان العشائري...بتواصل الحوار مع العديد من أبناء المنطقة تأكدت أكثر فاكثر أنهم يحملون الحل لهذا الصمت المقيت المخيم على بلاد صراع العشائر...

خيرت المتلوي تتعدد من خلال مواردها الطبيعية التي لو وقع استغلالها بشكلٍ صائب لكان الكل هنا ينعنم بشغل يكفل له كرامة العيش و خاصةً حسن الجيرة.

إذا ما ينتظرونه ليس بصعب المنال، كفيل بهم "يشمروا على سواعدهم و يبدو يخرجوا في خيرة ارضهم" و خاصةً فهم قواعد هذه اللعبة الدنيئة حتى يعلم من غابت عنه أشياء أن الجميع إستوعب الدرس.








فاطمة رمضاني

0 comments:

Enregistrer un commentaire

Vos commentaires peuvent être d'une grande utilité pour nous pour s'améliorer et pour enréchir le débat...